| -->
منتدى التاريخ والجغرافيا للأستاذ : محمد كريفة منتدى التاريخ والجغرافيا للأستاذ : محمد كريفة

دروس

آخر الأخبار

دروس
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

Printfriendly

درس : المجال العالمي :التفاوت في التقدم والتركيبة ( الجزء 1)


درس : المجال العالمي :التفاوت في التقدم والتركيبة ( الجزء 1)
مقدمة الدرس :
يشهد العالم بأسره فوارق اقتصاديّة واجتماعيّة هامّة ورغم تضافر جهود الدول النامية والمنظمات الدولية للحد منها إلا أنها في تزايد واتساع مستمر.
. فماهي مظاهر التفاوت في التقدم في العالم وماهي عوامله ؟
. وماهي محاولات الحد منه ؟

I.     مظاهر التفاوت في التقدّم:                                                       
1-مظاهر التفاوت الاقتصادي
    البلدان المتقدمة
       البلدان النامية
    أ) تفاوت القوة الإنتاجية:
-   توفّر ثلثي القيمة المضافة الصناعية في العالم
-   تستأثر بحصص هامة من الإنتاج العالمي من المنتجات ذات القيمة المضافة العالية ( سيارات الكترونيات أسلحة طائرات ..)
-   تسيطر على أكثر من نصف الإنتاج العالمي للقمح
-   طاقة تصدير ضخمة وظّفتها لبسط نفوذها على الأسواق
       بلوغ مجتمع ما بعد الصناعة الذي يرتكز على الخدمات
-  منتجات صناعية تتميّز بقيمة مضافة ضعيفة ومتوسطة
-  نموّ إنتاج مواده المعملية وصادراته ناجم عن توطّن فروع الشركات العبر قطرية وليس عن تنمية ذاتية.
-  اقتصاديات تقوم على قطاع فلاحي غير عصري وخدمات يغلب عليها الأنشطة غير المهيكلة
ب - تفاوت درجة النفوذ العالمي:
-   تمتلك عملات قوية مثل الدولار اليورو واليان وتستأثر بقرابة 95% من مدّخرات الصرف لدى البنوك المركزية في العالم
-  تحكّم بورصاتها وبنوكها في أدفاق القروض والعمليات المالية وتحديد أسعار المنتجات الإستراتيجية
-  تمثّل موطن العدد الأكبر من الشركات العبر قطرية التي تتحكم في أدفاق الاستثمار والإنتاج العالمي .
-  ضعف نفوذه المالي والنقدي
-  شركات عبر قطرية محدودة وعاجزة على المنافسة.
-  لايملك بنوك وبورصات ذات مستوى عالمي

ج- تفاوت القدرة على التحكّم في التكنولوجيا:
-  تستأثربنسبة 90%من العاملين في أنشطة البحث والتطوير
-  تستثمر أكثر من 4/3 نفقات البحث والتطوير وترصد أكثر من 3/2 ما أنفقه العالم للبحث في تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
- هيمنة على عمليات الابتكار والتجديد وبراءات الاختراع
-  مازالت بلدان الجنوب عاجزة عن تدارك تأخرها التكنولوجي فهي لا تساهم إلاّ بنسبة 25% من نفقات البحث والتطوير و10% من النشيطين في هذا المجال
2- مظاهر تفاوت مستويات التنمية البشرية:
البلدان المتقدمة
البلدان النامية
أ - تفاوت على مستوى الثروة :
-  يستأثر بـ3/2 الناتج الخام العالمي رغم أنّه يمثّل 5/1 سكان العالم
- تحتكر أقلية من الأثرياء ثروات تضاهي ناتج خام بعض الأقطار المتقدمة أو لعدد من الدول النامية.
-  تهيمن مجموعة الثمانية على ربع الناتج الخام العالمي.
-  لا يتحصّل الجنوب إلاّ على3/1 الناتج الخام العالمي رغم أنّه يمثّل 5/4 سكان العالم
-  .مازال 1.2 مليار نسمة (أي 5/1 سكان العالم) يعيشون الفقر المدقع خاصّة بجنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء حيث تبلغ نسبة الفقراء 44%
ب‌-   تفاوت القدرة على تأمين الحاجيات الأساسية:
-   تؤمّن البلدان المتقدمة لسكانها كلّ حاجاتهم الأساسية من الغذاء
-  ضعف نسبة وفيات الرضّع وارتفاع معدل أمل الحياة عند الولادة إلى 80 سنة
-  ارتفاع نسب التمدرس وضعف نسب الأمية
-  مازال ثلث سكان إفريقيا جنوب الصحراء وخمس سكان جنوب آسيا يعانون من نقص التغذية
-  ارتفاع نسبة وفيات الرضع إلى أكثر من 10 مراّت معدل دول الشمال وقصر أمل الحياة عند الولادة
-  انخفاض نسب التمدرس وبلوغ نسب الأمية مستويات عالية
ج- تفاوت مؤشّر التنمية البشرية: يمكن تصنيف دول العالم إلى أربع مجموعات
§ أقطار ذات مؤشّر عال جدّا : وتضمّ أغلب الدول المتقدمة وبعض دول الجنوب مثل كوريا الجنوبية وتايوان
§ أقطار ذات مؤشر عال : تتكوّن من روسيا أوروبا الشرقية البرازيل وأغلب الدول النفطية
§ أقطار ذات مؤشر متوسط: يضمّ أغلب دول آسيا وأوروبا الوسطى وبعض دول إفريقيا مثل تونس
§ أقطار ذات مؤشر ضعيف وضعيف جدّا : تتكوّن من بلدان جنوب آسيا وأغلب دول إفريقيا جنوب الصحراء.


  II.عوامل التفاوت في التقدم
                  III.  محاولات الحدّ من التفاوت
1. عوامل اقتصادية:
أ‌. الهيمنة الاقتصادية والتبعية :
-  التوسّع الاستعماري وما صاحبه من استغلال
اقتصادي أدّى إلى تقويض الاقتصاد المحلّي لدول الجنوب
- تبعية اقتصادية وتكنولوجية وسياسية لبلدان الشمال
- تكريس هيمنة الشمال على الجنوب في ظلّ الانفتاح الاقتصادي  على الاستثمار الأجنبي وتفاقم ظاهرة العولمة
ب. استفادة الشمال من التقسيم العالمي للعمل :
- تخصص دول الشمال في إنتاج وتصدير المنتجات الصناعية ذات القيمة العالية والخدمات في المقابل تخصص الجنوب في إنتاج وتصدير المواد الأولية والفلاحية والمعملية ضعيفة القيمة
-احتكار الشمال لدور تحديد الأسعار مما ساهم في تدهور طرفي التبادل وهشاشة اقتصاديات الجنوب
ج. تفاقم ديون الجنوب :
- نمت ديون الجنوب أكثر من 8مرات 4800 ملياردولار (82% من صادرات الجنوب ) 2009
- تجاوز قيمة خدمة الدين عتبة 570 مليار دولار
- الإغراق في المديونية باقتراضات جديدة لتسديد الديون مقابل شروط تعمّق تبعيتها للدول المتقدمة
----< خضوع بلدان الجنوب إلى برنامج الإصلاح الهيكلي وعرقلة التنمية
2. عوامل بشرية :
أ‌. الوضع الديمغرافي :
-   زيادة ديمغرافية في دول الشمال تزامنت مع
النموّ الاقتصادي الناتج عن الثورة الصناعية وفرت اليد العاملة والسوق الاستهلاكية فتحققت التنمية
- انفجار ديمغرافي في دول الجنوب تزامن مع نموّ اقتصادي ضعيف زاد من الضغط على الموارد وتوجيه الاستثمارات إلى المجال البشري عوض  القطاعات الاقتصادية المنتجة
ب. تباين مزايا الرصيد البشري :
- ارتفاع مستوى الدخل الفردي في الدول المتقدمة ساهم في تكوّن سوق استهلاكية داخلية .كما استفادت من يد عاملة ذات تأهيل وتكوين جيّد واستقطاب للأدمغة الوافدة من الجنوب .
- في المقابل في العالم النامي ساهم ضعف الدخل الفردي في تفشّي الفقر وحال دون تكوّن سوق استهلاكية . كما أنّ تدهور الوضع الصّحّي وانخفاض مستوى التعليم وهجرة الأدمغة واليد العاملة المؤهلة تكرّس التخلّف والتبعية  التكنولوجية لدول الشمال .
1- تنوّع التجارب التنموية بالبلدان النامية :
استندت جلّ التجارب إمّا إلى النمط الرأسمالي الليبرالي أو إلى النمط الاشتراكي وفي كلتا الحالتين عوّلت على التصنيع
أ‌- السياسات التصنيعية بالبلدان النامية: طبقت ثلاث نماذج:
-  التصنيع المعوّض للتوريد : توجّه ليبرالي يقوم على تعويض الواردات بصناعة استهلاكية محلية . لكن هذه التجربة فشلت لضيق السوق الداخلية وتفاقم التبعية للدول المتقدمة.  اتبعت هذا النموذج البرازيل والتنينات.
-   التصنيع المصنّع أو الذاتي :توجّه اشتراكي يقوم على تحقيق التنمية الذّاتية وإعطاء الأولوية للصناعات الثقيلة . هي الأخرى فشلت نتيجة التبعية المالية والتكنولوجية وارتفاع كلفة المشاريع وتهميش الصناعات الاستهلاكية. اتبعت هذا النموذج الجزائر والصين
-   التصنيع الحاثّ على التصدير :توجّه ليبرالي يهدف إلى تطوير صادرات المنتجات المعملية اعتمادا على الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي  .ولئن نجحت بعض الدول في التحوّل إلى  أقطار صناعية جديدة (مثل التنينات والنمور الآسيوية والبرازيل والمكسيك ) فإنّها أضحت كأغلب أقطار العالم النامي في تبعية لأسواق البلدان المتقدمة وشركاتها العبر قطرية وشهد بعضها أزمات مالية حادّة .  
ب‌-  الثورة الخضراء : تجربة تهدف إلى تنمية القطاع الفلاحي  لتحقيق الاكتفاء الغذائي باعتماد البذور الممتازة وتكثيف الريّ والأسمدة . رغم النجاح الذي حققته أغلب الدول الآسيوية مثل الصين الهند والباكستان من تحقيق اكتفاءها الذاتي من الحبوب إلا أنّها دعّمت التبعية إلى الدول المتقدمة مصدر البذور والأسمدة والأدوية .
ج‌- الانفتاح الاقتصادي وبرنامج الإصلاح الهيكلي :
 برنامج فرضه البنك العالمي للتنمية وصندوق النقد الدولي على الأقطار التي أغرقت في المديونية ومن شروطه :
- مزيد من الانفتاح الاقتصادي والانخراط في العولمة
-  تدعيم الخوصصة وفتح المجال أمام الشركات عبر القطرية
- اعتماد سياسة التقشّف والضغط على ميزانية الدولة.
-  تحرير الاقتصاد ورفع التقنين .
لم يفضي هذا البرنامج إلى حلّ مشاكل الدول النامية بل واصل الدين ارتفاعه وتعددت الأزمات المالية وظلّ الشمال المستفيد.
2- دعم المنظمات الدولية للتنمية : تتمثل في  مجهودات منظمة الأمم المتحدة والهياكل التابعة لها وذلك من خلال :
- مصادقة الأمم المتحدة على إعلان التنمية للألفية الثالثة  ويهدف إلى الحدّ من الفقر والجوع ومكافحة الأمراض ...
- مبادرة الأمم المتحدة سنة 2005 للبلدان الفقيرة المثقلة بالديون بشطب  ثلث ديون البلدان الأقل تقدما
- دور منظمة المساعدة من أجل التنمية في مساعدة الدول الفقيرة بمنحها مساعدات مالية وتجهيزات وتخفيف عبء الدين
- دور المنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر وأطباء بدون حدود  والصليب الأحمر واللجنة من أجل شطب ديون العالم النامي والتصدي لحركة العولمة

بقلم : الأستاذ محمد كريفة

بقلم : الأستاذ محمد كريفة

تونسي الجنسية من القلعة الصغرى ولاية سوسة أستاذ أول مميز في مادتي التاريخ والجغرافيا , أدرس الآن بمعهد الوسلاتية ولاية القيروان .

مدونة منتدى التاريخ والجغرافيا هى مدونة تعليمية عربية تونسية مهتمة بمجال التاريخ والجغرافيا موجهة أساسا لتلاميذ الباكالوريا شعبتي الآداب والاقتصاد والتصرف كما يمكن لبقية المستويات الاستفادة منها , تقدم كل ما يحتاجه التلميذ والأستاذ من دروس ومنهجية واحصائيات ..., تم انشاء المدونة بداية العام 2018 وكان الغرض منها تقديم كل ماهو جديد فى مادتي التاريخ والجغرافيا ,