درس : المجال العالمي :التفاوت في التقدم والتركيبة ( الجزء 1)
مقدمة الدرس :
يشهد
العالم بأسره فوارق اقتصاديّة واجتماعيّة هامّة ورغم تضافر جهود الدول النامية
والمنظمات الدولية للحد منها إلا أنها في تزايد واتساع مستمر.
.
وماهي محاولات الحد منه ؟
|
I. مظاهر التفاوت في التقدّم:
1-مظاهر التفاوت الاقتصادي
البلدان المتقدمة
|
البلدان النامية
|
أ) تفاوت القوة الإنتاجية:
|
|
-
توفّر ثلثي القيمة المضافة الصناعية في العالم
-
تستأثر بحصص هامة من الإنتاج
العالمي من المنتجات ذات القيمة المضافة العالية ( سيارات الكترونيات أسلحة
طائرات ..)
-
تسيطر على أكثر من نصف
الإنتاج العالمي للقمح
-
![]() ![]() |
-
منتجات صناعية تتميّز بقيمة مضافة ضعيفة ومتوسطة
-
نموّ إنتاج مواده المعملية وصادراته ناجم عن توطّن فروع الشركات
العبر قطرية وليس عن تنمية ذاتية.
-
اقتصاديات تقوم على قطاع فلاحي غير عصري وخدمات يغلب عليها الأنشطة
غير المهيكلة
|
ب - تفاوت درجة النفوذ العالمي:
|
|
-
تمتلك عملات قوية مثل الدولار اليورو واليان وتستأثر
بقرابة 95% من مدّخرات الصرف لدى البنوك المركزية في العالم
-
تحكّم بورصاتها وبنوكها في أدفاق القروض والعمليات المالية وتحديد
أسعار المنتجات الإستراتيجية
-
تمثّل موطن العدد الأكبر من الشركات العبر قطرية التي تتحكم في
أدفاق الاستثمار والإنتاج العالمي .
|
-
ضعف نفوذه المالي والنقدي
-
شركات عبر قطرية محدودة وعاجزة على المنافسة.
-
لايملك بنوك وبورصات ذات مستوى عالمي
|
ج- تفاوت القدرة على التحكّم في
التكنولوجيا:
|
|
-
تستأثربنسبة 90%من العاملين
في أنشطة البحث والتطوير
-
تستثمر أكثر من 4/3 نفقات البحث
والتطوير وترصد أكثر من 3/2 ما أنفقه العالم للبحث في تكنولوجيات الإعلام
والاتصال.
-
هيمنة على عمليات الابتكار والتجديد وبراءات الاختراع
|
-
مازالت بلدان الجنوب عاجزة عن تدارك تأخرها التكنولوجي فهي لا تساهم
إلاّ بنسبة 25% من نفقات البحث والتطوير و10% من النشيطين في هذا المجال
|
2- مظاهر تفاوت مستويات التنمية البشرية:
البلدان المتقدمة
|
البلدان النامية
|
أ - تفاوت على
مستوى الثروة :
|
|
-
يستأثر بـ3/2 الناتج الخام العالمي رغم أنّه يمثّل 5/1 سكان العالم
- تحتكر أقلية من الأثرياء ثروات تضاهي ناتج خام بعض الأقطار
المتقدمة أو لعدد من الدول النامية.
-
تهيمن مجموعة الثمانية على ربع الناتج الخام العالمي.
|
-
لا يتحصّل الجنوب إلاّ على3/1 الناتج الخام العالمي رغم أنّه يمثّل 5/4
سكان العالم
-
.مازال
1.2 مليار نسمة (أي 5/1 سكان العالم) يعيشون الفقر المدقع خاصّة بجنوب آسيا
وإفريقيا جنوب الصحراء حيث تبلغ نسبة الفقراء 44%
|
ب-
تفاوت القدرة على تأمين الحاجيات الأساسية:
|
|
-
تؤمّن البلدان المتقدمة لسكانها كلّ حاجاتهم الأساسية من الغذاء
-
ضعف نسبة وفيات الرضّع وارتفاع معدل أمل الحياة عند الولادة إلى 80
سنة
-
ارتفاع نسب التمدرس وضعف نسب الأمية
|
-
مازال ثلث سكان إفريقيا جنوب الصحراء وخمس سكان جنوب آسيا يعانون من
نقص التغذية
-
ارتفاع نسبة وفيات الرضع إلى أكثر من 10 مراّت معدل دول الشمال وقصر
أمل الحياة عند الولادة
-
انخفاض نسب التمدرس وبلوغ نسب الأمية مستويات عالية
|
![]()
§ أقطار ذات مؤشّر عال جدّا : وتضمّ أغلب الدول
المتقدمة وبعض دول الجنوب مثل كوريا الجنوبية وتايوان
§ أقطار ذات مؤشر عال : تتكوّن من روسيا أوروبا
الشرقية البرازيل وأغلب الدول النفطية
§ أقطار ذات مؤشر متوسط: يضمّ أغلب دول آسيا
وأوروبا الوسطى وبعض دول إفريقيا مثل تونس
§ أقطار ذات مؤشر ضعيف وضعيف جدّا : تتكوّن من
بلدان جنوب آسيا وأغلب دول إفريقيا جنوب الصحراء.
|
II.عوامل التفاوت في
التقدم
|
III. محاولات الحدّ من
التفاوت
|
1. عوامل اقتصادية:
أ. الهيمنة الاقتصادية والتبعية :
- التوسّع الاستعماري
وما صاحبه من استغلال
اقتصادي أدّى إلى
تقويض الاقتصاد المحلّي لدول الجنوب
- تبعية اقتصادية
وتكنولوجية وسياسية لبلدان الشمال
- تكريس هيمنة الشمال
على الجنوب في ظلّ الانفتاح الاقتصادي
على الاستثمار الأجنبي وتفاقم ظاهرة العولمة
ب. استفادة الشمال من التقسيم
العالمي للعمل :
- تخصص دول الشمال في
إنتاج وتصدير المنتجات الصناعية ذات القيمة العالية والخدمات في المقابل تخصص
الجنوب في إنتاج وتصدير المواد الأولية والفلاحية والمعملية ضعيفة القيمة
-احتكار الشمال لدور
تحديد الأسعار مما ساهم في تدهور طرفي التبادل وهشاشة اقتصاديات الجنوب
ج. تفاقم ديون الجنوب
:
- نمت ديون الجنوب
أكثر من 8مرات 4800 ملياردولار (82% من صادرات الجنوب ) 2009
- تجاوز قيمة خدمة الدين عتبة 570 مليار دولار
- الإغراق في
المديونية باقتراضات جديدة لتسديد الديون مقابل شروط تعمّق تبعيتها للدول
المتقدمة
----< خضوع بلدان الجنوب إلى
برنامج الإصلاح الهيكلي وعرقلة التنمية
2. عوامل بشرية :
أ. الوضع الديمغرافي :
- زيادة ديمغرافية في دول
الشمال تزامنت مع
النموّ الاقتصادي
الناتج عن الثورة الصناعية وفرت اليد العاملة والسوق الاستهلاكية فتحققت التنمية
- انفجار ديمغرافي في
دول الجنوب تزامن مع نموّ اقتصادي ضعيف زاد من الضغط على الموارد وتوجيه
الاستثمارات إلى المجال البشري عوض القطاعات الاقتصادية المنتجة
ب. تباين مزايا الرصيد
البشري :
- ارتفاع مستوى الدخل
الفردي في الدول المتقدمة ساهم في تكوّن سوق استهلاكية داخلية .كما استفادت من
يد عاملة ذات تأهيل وتكوين جيّد واستقطاب للأدمغة الوافدة من الجنوب .
- في المقابل في
العالم النامي ساهم ضعف الدخل الفردي في تفشّي الفقر وحال دون تكوّن سوق
استهلاكية . كما أنّ تدهور الوضع الصّحّي وانخفاض مستوى التعليم وهجرة الأدمغة واليد
العاملة المؤهلة تكرّس التخلّف والتبعية التكنولوجية لدول الشمال .
|
1- تنوّع التجارب التنموية بالبلدان النامية :
استندت جلّ التجارب إمّا إلى النمط الرأسمالي
الليبرالي أو إلى النمط الاشتراكي وفي كلتا الحالتين عوّلت على التصنيع
أ- السياسات التصنيعية بالبلدان النامية: طبقت ثلاث نماذج:
- التصنيع المعوّض
للتوريد : توجّه ليبرالي يقوم
على تعويض الواردات بصناعة استهلاكية محلية . لكن هذه التجربة فشلت لضيق السوق
الداخلية وتفاقم التبعية للدول المتقدمة.
اتبعت هذا النموذج البرازيل والتنينات.
- التصنيع المصنّع أو
الذاتي :توجّه اشتراكي يقوم
على تحقيق التنمية الذّاتية وإعطاء الأولوية للصناعات الثقيلة . هي الأخرى فشلت
نتيجة التبعية المالية والتكنولوجية وارتفاع كلفة
المشاريع وتهميش الصناعات
الاستهلاكية. اتبعت هذا النموذج الجزائر والصين
- التصنيع الحاثّ على
التصدير :توجّه ليبرالي يهدف إلى تطوير صادرات المنتجات المعملية اعتمادا على
الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي
.ولئن نجحت بعض الدول في التحوّل إلى أقطار صناعية جديدة (مثل التنينات والنمور الآسيوية والبرازيل والمكسيك ) فإنّها أضحت كأغلب أقطار العالم النامي في تبعية لأسواق البلدان المتقدمة وشركاتها العبر
قطرية وشهد بعضها أزمات مالية حادّة .
ب- الثورة الخضراء : تجربة تهدف إلى تنمية
القطاع الفلاحي لتحقيق الاكتفاء الغذائي باعتماد البذور الممتازة وتكثيف الريّ والأسمدة . رغم النجاح الذي حققته أغلب الدول الآسيوية مثل الصين الهند والباكستان
من تحقيق اكتفاءها الذاتي من الحبوب إلا أنّها دعّمت التبعية إلى الدول المتقدمة مصدر
البذور والأسمدة والأدوية .
ج- الانفتاح الاقتصادي
وبرنامج الإصلاح الهيكلي :
برنامج فرضه البنك العالمي للتنمية وصندوق
النقد الدولي على الأقطار التي أغرقت في المديونية ومن شروطه :
- مزيد من الانفتاح
الاقتصادي والانخراط في العولمة
- تدعيم الخوصصة وفتح المجال أمام الشركات عبر
القطرية
- اعتماد سياسة
التقشّف والضغط على ميزانية الدولة.
- تحرير الاقتصاد ورفع التقنين .
لم يفضي هذا البرنامج
إلى حلّ مشاكل الدول النامية بل واصل الدين ارتفاعه وتعددت الأزمات المالية وظلّ
الشمال المستفيد.
2- دعم المنظمات الدولية للتنمية : تتمثل في مجهودات منظمة الأمم المتحدة والهياكل التابعة
لها وذلك من خلال :
- مصادقة الأمم المتحدة
على إعلان التنمية للألفية الثالثة
ويهدف إلى الحدّ من الفقر والجوع ومكافحة الأمراض ...
- مبادرة الأمم
المتحدة سنة 2005 للبلدان الفقيرة المثقلة بالديون بشطب ثلث ديون البلدان الأقل تقدما
- دور منظمة المساعدة
من أجل التنمية في مساعدة الدول الفقيرة بمنحها مساعدات مالية وتجهيزات وتخفيف
عبء الدين
- دور المنظمات
الإنسانية مثل الهلال الأحمر وأطباء بدون حدود
والصليب الأحمر واللجنة من أجل شطب ديون العالم النامي والتصدي لحركة العولمة
|