درس : استقلال ليبيا و المغرب الأقصى و الجزائر
المقدمة :
تنوعت أشكال مقاومة الاستعمار الأوروبي في كل
من الجزائر وليبيا والمغرب الأقصى وتباينت غاياتها , من المطالبة بالاندماج الى
المطالبة بالاستقلال . إلا أن الحرب العالمية 2 شكلت منعرجا حاسما في النضال من
أجل التحرر .
فما هي جذور العمل الوطني في البلدان الثلاثة
؟ والى اي مدى استفادت من الظرفية الجديدة المنبثقة عن الحرب العالمية 2 في
مسيرتها نحو الاستقلال ؟
I- جذور الحركات الوطنية و تطورها قبيل الحرب العالمية الثانية :
1) الجزائر :
أ) المقاومة المسلحة :
اندلعت المقاومة المسلحة مباشرة بعد الاحتلال (1830) وتواصلت بصفة متقطعة إلى نهاية القرن 19 و تعتبر المقاومة المسلحة للأمير عبد القادر (1832 – 1847) أبرزها و أهمها .
ب) العمل السياسي :
*تيار الشباب الجزائري“تيار اندماجي ”:وهو تيار نخبوي من ابرز قادته الأمير خالد ظهر سنة 1908 مطالبا بالمساواة بينالفرنسيين و الجزائريين ثم دعا سنة 1924 إلى الاندماج في دولة فرنسا.
*تيار نجم“شمال إفريقيا ”“تيار استقلالي ”:ظهر سنة 1926 في أوساط العمال المهاجرين بفرنسا ناضل من اجل الاستقلال فلقي معارضة شديدة من السلط الاستعمارية فاضطر زعيمه مصالى الحاج سنة 1937 إلى مواصلة النضال في إطار حزب سياسيجديد أطلق عليه“حزب الشعب الجزائري.
*التيار الإصلاحي الديني :تزعمته“جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ” وقد أسسه سنة 1931 بعض العلماء مثل الشيخ عبدالحميد بن باديس و طالبوا بالمحافظة على مقومات الهوية الوطنية.
2) ليبيا :
*بادر الايطاليون باحتلال ليبيا سنة 1911 فاندلعت حركة مسلحة بقيادة الحركة السنوسية تواصلت اثر الحرب العالمية الأولى وانقسمت إلى مرحلتين الأولى من سنة 1917 إلى سنة 1921 وانتهت بالحصول على الحكم الذاتي أما المرحلة الثانية فتزامنت مع تولي الفاشيين الحكم سنة 1922 حيث سلك الايطاليون سياسة قمعية بليبيا فاندلعت المقاومة من جديد بقيادة عمر المختار وتواصلت حتى وقوعه في الأسر و إعدامه سنة 1931.
*اثر إعدام عمر المختار هاجر العديد من الليبيين إلى الدول المجاورة و اقتصر العمل الوطني على النشاط الصحفي و التف المهاجرون حول شخص محمد إدريس السنوسي أللاجئ في مصر .
3) المغرب الاقصى :
احتلال المغرب كان مزدوجا من قبل الاسبان و الفرنسيين حيث تمكنت فرنسا سنة 1911 من احتلال القسم الأكبر من المغرب الأقصى و فرض معاهدة فاس سنة 1912 في حين سيطر الاسبان على مناطق هامة شمال البلاد و جنوبها و قد مرت المقاومة المغربية بمرحلتين .
أ) المقاومة المسلحة :
*اندلعت مقاومة مسلحة مباشرة بعد الاحتلال خاصة بمنطقة الريف بزعامة محمد عبد الكريم الخطابي الذي هزم و استسلم بعد تحالف فرنسي-اسباني و معارك تواصلت بين 1921 و 1926.
ب) العمل السياسي :
* تأسس“حزب الإصلاح الوطني ” سنة 1933 بزعامة عبد الخالق التريس بالمنطقة الاسبانية و“كتلة العمل الوطني ” سنة 1934 بقيادة محمد بن الحسن الوزاني و علال الفاسي بالمنطقة الفرنسية.
* ناهضت الأحزاب السياسية المغربية مختلف أشكال الاستعمار فأرسلت كتلة العمل الوطني برنامجا إصلاحيا إلى حكومة الجبهة الشعبية سنة 1936 لكن هذه المطالب رفضت من قبل الحكومة الفرنسية و التي أمرت بنفي علال الفاسي إلى الغابون من 1937 الى 1946 .
II المسيرة نحو الاستقلال :
1) ليبيا :
* شكل محمد إدريس السنوسي قوة مسلحة و ساند فيها البريطانيون إثناء الحرب العالمية الثانية ضد قوات المحور و بنهاية الحرب رحلت القوات الايطالية لتحل محلها قوات فرنسية و بريطانية .
* اثر نهاية الحرب العالمية الثانية و رحيل الايطاليين عاد المهاجرون الليبيون إلى وطنهم و شكلوا أحزابا سياسية مثل“ الحزب الوطني ” و“الجبهة الوطنية المتحدة ” شكلت القوى الكبرى( الاتحاد السوفياتي , بريطانيا , فرنسا , الولايات المتحدة الأمريكية) لجنة لاستفتاء الليبيين بدعوى عدم نضجهم لنيل الاستقلال لكنهم اظهروا تمسكهم باستقلال بلادهم ووحدة أراضيهم( برقة , طرابلس , فزان) كما حاولت القوى الكبرى تمديد استعمارها للأراضي الليبية لكن منظمة الأمم المتحدة سارعت بالإعلان عن استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 نتيجة تطور أعمال العنف .
2) المغرب الاقصى :
أ) نمو الحركة الوطنية و تجذرها :
•تشكل حزب الاستقلال سنة 1943 نتيجة التحالف بين القوى الوطنية وكان أول المطالبين باستقلال المغرب و إقامة نظام ملكي دستوري بقيادة محمد بن يوسف (محمد الخامس).
•تكتلت مختلف الأحزاب ضمن الجبهة الوطنية سنة 1951 و تعددت اصطدامات السلط الاستعمارية مع الوطنيين و خاصة في ديسمبر 1952 نتيجة احتجاج العمال المغاربة على مقتل النقابي التونسي فرحات شاد كما أقدمت فرنسا على خلع السلطان الشرعي محمد بن يوسف و نفيه و تعويضه بابن عمه محمد بن عرفة .
ب) تصعيد الكفاح ونيل الاستقلال :
•تمكن الوطنيون من تصعيد عمليات المقاومة وذلك بالتنسيق بين حزب الاستقلال و جيش التحرير المغربي بقيادة المهدي بن بركة فاضطرت فرنسا إلى إرجاع الملك المخلوع و الإعلان عن استقلال المغرب في 02 مارس 1956 من الاستعمار الفرنسي ثم في افريل 1956 عن استقلال المغرب من الاستعمار الاسباني ما عدى “سبتة ” و“مليلة ” اللتين ظلتا تحت النفوذ الاسباني
3) الجزائر :
أ) نمو الحركة الوطنية و تجذرها :
•استغل الوطنيون هزيمة فرنسا سنة 1940 و عملية الإنزال الانقلو-امريكية في نوفمبر 1942 ليقدموا إلى الحلفاء في فيفري 1943 البيان الجزائري ç رفضت فرنسا المطالب الجزائرية و تمسكت بالنزعة الاندماجية .
•تم تكوين جبهة موحدة ضمت عدة أحزاب وتيارات سياسية سنة 1944 توجت اسم جمعية أصدقاء البيان و الحرية و طالبت هذه الأخيرة تحت تأثير حزب الشعب بزعامة مصالي الحاج بالاستقلال ç رد الفعل الفرنسي كان سلبيا حيث عمدت فرنسا في افريل1945 إلى توقيف مصالي الحاج و نفيه ثم قمع مظاهرات سطيف و قالمة في ماي 1945 بمنتهى الوحشية و بطريقة غير مسبوقة .
1) الجزائر :
أ) المقاومة المسلحة :
اندلعت المقاومة المسلحة مباشرة بعد الاحتلال (1830) وتواصلت بصفة متقطعة إلى نهاية القرن 19 و تعتبر المقاومة المسلحة للأمير عبد القادر (1832 – 1847) أبرزها و أهمها .
ب) العمل السياسي :
*تيار الشباب الجزائري“تيار اندماجي ”:وهو تيار نخبوي من ابرز قادته الأمير خالد ظهر سنة 1908 مطالبا بالمساواة بينالفرنسيين و الجزائريين ثم دعا سنة 1924 إلى الاندماج في دولة فرنسا.
*تيار نجم“شمال إفريقيا ”“تيار استقلالي ”:ظهر سنة 1926 في أوساط العمال المهاجرين بفرنسا ناضل من اجل الاستقلال فلقي معارضة شديدة من السلط الاستعمارية فاضطر زعيمه مصالى الحاج سنة 1937 إلى مواصلة النضال في إطار حزب سياسيجديد أطلق عليه“حزب الشعب الجزائري.
*التيار الإصلاحي الديني :تزعمته“جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ” وقد أسسه سنة 1931 بعض العلماء مثل الشيخ عبدالحميد بن باديس و طالبوا بالمحافظة على مقومات الهوية الوطنية.
2) ليبيا :
*بادر الايطاليون باحتلال ليبيا سنة 1911 فاندلعت حركة مسلحة بقيادة الحركة السنوسية تواصلت اثر الحرب العالمية الأولى وانقسمت إلى مرحلتين الأولى من سنة 1917 إلى سنة 1921 وانتهت بالحصول على الحكم الذاتي أما المرحلة الثانية فتزامنت مع تولي الفاشيين الحكم سنة 1922 حيث سلك الايطاليون سياسة قمعية بليبيا فاندلعت المقاومة من جديد بقيادة عمر المختار وتواصلت حتى وقوعه في الأسر و إعدامه سنة 1931.
*اثر إعدام عمر المختار هاجر العديد من الليبيين إلى الدول المجاورة و اقتصر العمل الوطني على النشاط الصحفي و التف المهاجرون حول شخص محمد إدريس السنوسي أللاجئ في مصر .
3) المغرب الاقصى :
احتلال المغرب كان مزدوجا من قبل الاسبان و الفرنسيين حيث تمكنت فرنسا سنة 1911 من احتلال القسم الأكبر من المغرب الأقصى و فرض معاهدة فاس سنة 1912 في حين سيطر الاسبان على مناطق هامة شمال البلاد و جنوبها و قد مرت المقاومة المغربية بمرحلتين .
أ) المقاومة المسلحة :
*اندلعت مقاومة مسلحة مباشرة بعد الاحتلال خاصة بمنطقة الريف بزعامة محمد عبد الكريم الخطابي الذي هزم و استسلم بعد تحالف فرنسي-اسباني و معارك تواصلت بين 1921 و 1926.
ب) العمل السياسي :
* تأسس“حزب الإصلاح الوطني ” سنة 1933 بزعامة عبد الخالق التريس بالمنطقة الاسبانية و“كتلة العمل الوطني ” سنة 1934 بقيادة محمد بن الحسن الوزاني و علال الفاسي بالمنطقة الفرنسية.
* ناهضت الأحزاب السياسية المغربية مختلف أشكال الاستعمار فأرسلت كتلة العمل الوطني برنامجا إصلاحيا إلى حكومة الجبهة الشعبية سنة 1936 لكن هذه المطالب رفضت من قبل الحكومة الفرنسية و التي أمرت بنفي علال الفاسي إلى الغابون من 1937 الى 1946 .
II المسيرة نحو الاستقلال :
1) ليبيا :
* شكل محمد إدريس السنوسي قوة مسلحة و ساند فيها البريطانيون إثناء الحرب العالمية الثانية ضد قوات المحور و بنهاية الحرب رحلت القوات الايطالية لتحل محلها قوات فرنسية و بريطانية .
* اثر نهاية الحرب العالمية الثانية و رحيل الايطاليين عاد المهاجرون الليبيون إلى وطنهم و شكلوا أحزابا سياسية مثل“ الحزب الوطني ” و“الجبهة الوطنية المتحدة ” شكلت القوى الكبرى( الاتحاد السوفياتي , بريطانيا , فرنسا , الولايات المتحدة الأمريكية) لجنة لاستفتاء الليبيين بدعوى عدم نضجهم لنيل الاستقلال لكنهم اظهروا تمسكهم باستقلال بلادهم ووحدة أراضيهم( برقة , طرابلس , فزان) كما حاولت القوى الكبرى تمديد استعمارها للأراضي الليبية لكن منظمة الأمم المتحدة سارعت بالإعلان عن استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 نتيجة تطور أعمال العنف .
2) المغرب الاقصى :
أ) نمو الحركة الوطنية و تجذرها :
•تشكل حزب الاستقلال سنة 1943 نتيجة التحالف بين القوى الوطنية وكان أول المطالبين باستقلال المغرب و إقامة نظام ملكي دستوري بقيادة محمد بن يوسف (محمد الخامس).
•تكتلت مختلف الأحزاب ضمن الجبهة الوطنية سنة 1951 و تعددت اصطدامات السلط الاستعمارية مع الوطنيين و خاصة في ديسمبر 1952 نتيجة احتجاج العمال المغاربة على مقتل النقابي التونسي فرحات شاد كما أقدمت فرنسا على خلع السلطان الشرعي محمد بن يوسف و نفيه و تعويضه بابن عمه محمد بن عرفة .
ب) تصعيد الكفاح ونيل الاستقلال :
•تمكن الوطنيون من تصعيد عمليات المقاومة وذلك بالتنسيق بين حزب الاستقلال و جيش التحرير المغربي بقيادة المهدي بن بركة فاضطرت فرنسا إلى إرجاع الملك المخلوع و الإعلان عن استقلال المغرب في 02 مارس 1956 من الاستعمار الفرنسي ثم في افريل 1956 عن استقلال المغرب من الاستعمار الاسباني ما عدى “سبتة ” و“مليلة ” اللتين ظلتا تحت النفوذ الاسباني
3) الجزائر :
أ) نمو الحركة الوطنية و تجذرها :
•استغل الوطنيون هزيمة فرنسا سنة 1940 و عملية الإنزال الانقلو-امريكية في نوفمبر 1942 ليقدموا إلى الحلفاء في فيفري 1943 البيان الجزائري ç رفضت فرنسا المطالب الجزائرية و تمسكت بالنزعة الاندماجية .
•تم تكوين جبهة موحدة ضمت عدة أحزاب وتيارات سياسية سنة 1944 توجت اسم جمعية أصدقاء البيان و الحرية و طالبت هذه الأخيرة تحت تأثير حزب الشعب بزعامة مصالي الحاج بالاستقلال ç رد الفعل الفرنسي كان سلبيا حيث عمدت فرنسا في افريل1945 إلى توقيف مصالي الحاج و نفيه ثم قمع مظاهرات سطيف و قالمة في ماي 1945 بمنتهى الوحشية و بطريقة غير مسبوقة .
إجماع على ضرورة تغليب حل الكفاح المسلح .
ب) الثورة المسلحة (1954- 1962):
- فترة (1954-1959):
oعسكريا: اندلعت الثورة المسلحة الجزائرية في 01 نوفمبر 1954 فواجهتها فرنسا بكل وحشية .
oسياسيا: شكلت جبهة التحرير حكومة مؤقتة برئاسة فرحات عباس (1958).
oدبلوماسيا: عمد الجزائريون إلى تدويل القضية الجزائرية عن طريق الديبلوماسية و تمكنوا من كسب عديد
الأنصار (كالدول العربية الإسلامية و الشيوعية كالاتحاد السوفياتي ).
- فترة (1959-1962): أيقن الفرنسيون بفشل سياسة التصلب و اضطر ديغول إلى الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره عبر مراحل و انتهت المفاوضات بالإعلان عن استقلال الجزائر (جويلية 1962).
ب) الثورة المسلحة (1954- 1962):
- فترة (1954-1959):
oعسكريا: اندلعت الثورة المسلحة الجزائرية في 01 نوفمبر 1954 فواجهتها فرنسا بكل وحشية .
oسياسيا: شكلت جبهة التحرير حكومة مؤقتة برئاسة فرحات عباس (1958).
oدبلوماسيا: عمد الجزائريون إلى تدويل القضية الجزائرية عن طريق الديبلوماسية و تمكنوا من كسب عديد
الأنصار (كالدول العربية الإسلامية و الشيوعية كالاتحاد السوفياتي ).
- فترة (1959-1962): أيقن الفرنسيون بفشل سياسة التصلب و اضطر ديغول إلى الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره عبر مراحل و انتهت المفاوضات بالإعلان عن استقلال الجزائر (جويلية 1962).
شاهد أيضا
