درس : بناء الدولة الوطنية وتحديث المجتمع
المقدمة:
أسفر الاستقلال عن
بروز نظام وطني بزعامة الحبيب بورقيبة نجح في إرساء قواعد الدولة العصرية في فترة قصيرة رغم الصعوبات العديدة
فماهي مظاهر
استكمال السيادة الوطنية و تحديث المجتمع؟
I/ بناء الدولة العصرية و استكمال السيادة
الوطنية:
1/ بناء الدولة العصرية:
أ -
إرساء النظام الجمهوري:
قبيل الاستقلال وفي
سنة 1955 ، في إطار المشروع الوطني تم تأسس المجلس القومي التأسيسي مهمته إعداد الدستور و
بعد انتخابات 25 مارس 1956 التي أسفرت على فوز قائمة "الجبهة القومية" عقد المجلس التأسيسي أولى جلساته في 8 أفريل
1956 و انتخب بورقيبة رئيسا له وفي 25 جويلية 1957 أعلن المجلس التأسيسي عن قيام النظام الجمهوري و إلغاء الملَكية و كلف الحبيب
بورقيبة برئاسة الدولة إلى حين إعلان الدستور و هو ما حصل في 1 جوان 1959 و الذي
تضمن مبدأ التفريق بين السلط إلا انه منح الرئيس سلطات واسعة
ب –
تونسة دواليب الدولة:
السنة
|
القطاع
|
جوان 1956
|
بعث إطار إداري يتمثل
في الولاة و المعتمدين عوضا عن القياد و الخلفاء و تعويض 12 ألف موظف فرنسي بموظفين
تونسيين
|
18
أفريل 1956
|
بعث وحدات للشرطة و
الحرس الوطني
|
24
جوان 1956
|
إحداث أول نواة للجيش
التونسي
|
جويلية 1956
|
تونسة القضاء
|
15
جوان 1956
|
اعتراف فرنسا بالسيادة
الخارجية لتونس و انخراط تونس في منظمة الأمم المتحدة في 12 نوفمبر 1956 ثم في
جامعة الدول العربية في 1 أكتوبر 1958
|
. بناء
أجهزة الدولة العصرية كان في مدة قياسية
2/ استكمال السيادة الوطنية:
أ –
تحقيق الجلاء العسكري:
بعد حصول تونس على الاستقلال أبقت فرنسا على 20 ألف جندي
في قواعد إستراتجية لحماية مصالحها و
تضييق الخناق على الثورة الجزائرية ، فتكررت الاعتداءات الفرنسية على القرى
الحدودية و بالتحديد الاعتداء على ساقية سيدي يوسف في 8 فيفري 1958 والتي كان منعرجا حاسما في
تاريخ الجلاء العسكري فأصدرت الحكومة أوامرها للمقاومين و الجيش بمنع تحركات الجيش
الفرنسي فنشبت معارك أهمها معركة رماده 8 ماي 1958 ، كان من ابرز شهدائها مصباح الجربوع (26 ماي 1958)
وانتهت بجلاء القوات الفرنسية عن التراب التونسي
باستثناء بنزرت و هو ما اعتبرته الحكومة غير قانوني و اندلعت مواجهة جديدة انتهت
بالجلاء العسكري النهائي في 15 أكتوبر 1963 و التي أكسبت تونس مكانة هامة ضمن
الدول المقاومة للاستعمار.
ب –
تحقيق الاستقلال الاقتصادي و الجلاء الزراعي:
· تحقيق الاستقلال الاقتصادي:
· تحقيق الاستقلال الاقتصادي:
- بعث البنك المركزي سنة 1958 و إصدار
وحدة نقدية وهي الدينار بدلا عن الفرنك الفرنسي.
- إحداث ثلاثة
بنوك شبه حكومية
- الانخراط في
صندوق النقد الدولي و البنك الدولي للإنشاء و التعمير في 14 أفريل 1958
- بين 1956 – 1960
تم تأميم القطاعات الحيوية مثل السكك
الحديدية و الموانئ و بعث الدواوين مثل ديوان المناجم و ديوان الصيد البحري و
ديوان إحياء أراضي مجردة...
· الجلاء الزراعي :
· الجلاء الزراعي :
بلغت الأراضي
بحوزة المعمرين 850 إلف هك وهي الأخصب و سعت الدولة لاسترجاعها منذ 1956 بصفة
تدريجية فتم شراء 100هك و في 12 ماي 1964 صدر قانون تأميم ما تبقى من أراضي
المعمرين والأوروبيين (حوالي 165 ألف هك)
II/ تحـــــــــــــديث المجتمع :
1/ توحيد التشريع و تعصيره:
سارعت دولة
الاستقلال إلى تونسة القضاء و تعصيره بتجاوز التشتت والازدواجية و الاعتماد على
التشريع الإسلامي و القوانين الغربية إلى جانب إصدار عدة مجلات قانونية مثل مجلة
الشغل و مجلة الطرقات و مجلة الأحوال الشخصية
تم إصدار مجلة الأحوال
الشخصية يوم 13 أوت 1956 و التي تجسد تحرير المرأة و جاءت بـ :
* إقرار
المساواة مع الرجل * منع تعدد
الزوجات * اشتراط الحكم القضائي لإقرار الطلاق * تمكين المرأة من حق الانتخاب و حق
الترشح الانتخابات و جميع المسؤوليات
2/ توحيد التعليم و تعصيره :
تميز قطاع التعليم
في الفترة الاستعمارية بتعدد فروعه ( زيتوني - صادقي – تعليم فرنسي عصري ) إلى
جانب انخفاض نسبة التمدرس 29% و الأمية 85% .
تم إصدار في 4 نوفمبر 1958 قانون توحيد التعليم و إقرار مجانيته و اختيار النموذج الصادقي القائم على الازدواجية في اللغة و رصدت الدولة حوالي ربع الميزانية العامة لهذا القطاع باعتباره الأداة التي ستعول عليها الدولة لتحديث المجتمع و تجديد الثقافة التي ارتكزت على توجه توفيقي بين الإسلام و الحداثة و الإيمان بضرورة التفتح على قيم العصر و ترسيخ فكرة الأمة التونسية .
تم إصدار في 4 نوفمبر 1958 قانون توحيد التعليم و إقرار مجانيته و اختيار النموذج الصادقي القائم على الازدواجية في اللغة و رصدت الدولة حوالي ربع الميزانية العامة لهذا القطاع باعتباره الأداة التي ستعول عليها الدولة لتحديث المجتمع و تجديد الثقافة التي ارتكزت على توجه توفيقي بين الإسلام و الحداثة و الإيمان بضرورة التفتح على قيم العصر و ترسيخ فكرة الأمة التونسية .
خاتمة
عملت الدولة خلال الفترة الممتدة بين 1956 إلى 1964 على تجسيد المشروع
الوطني التي ناضلت من اجله أجيال متعاقبة و قد نجحت في ذلك في مدة زمنية قصيرة نسبيا رغم الصعوبات الداخليةوالخارجية.