| -->
منتدى التاريخ والجغرافيا للأستاذ : محمد كريفة منتدى التاريخ والجغرافيا للأستاذ : محمد كريفة

دروس

آخر الأخبار

دروس
randomposts
جاري التحميل ...
randomposts

Printfriendly

درس : الأنظمة الكليانية في أوروبا



                درس  : الأنظمة الكليانية في أوروبا 
المقدمة :
تميزت الأوضاع السياسية العامة في أوربا في فترة مابين الحربين بتزايد نفوذ الأنظمة الديكتاتورية بعد وصولها إلى الحكم، ومن أهمها النظام الفاشي بايطاليا بقيادة موسيليني سنة 1920 والنظام النازي بألمانيا بزعامة هتلر سنة 1933.
فماهي ظروف نشأة هذه الأنظمة؟ وماهي ملامحها المميزة؟
 /) ظروف نشأة الأنظمة الكليانية ووصولها الى السلطة:
1) الأزمة النفسية (نقائص صلح فرساي 1919):
ولدت معاهدات السلم نقمة الشعبين الايطالي والألماني:
- بالنسبة لايطاليا رغم مشاركتها في الحرب إلى جانب الحلفاء لم تحصل على مطالبها الترابية رغم التضحيات البشرية والمادية التي قدمتها خلال الحرب كما تم استبعادها من اقتسام المستعمرات الألمانية.
ولد ذلك خيبة أمل لدى الايطاليين وسخط على الأحزاب والحكومات الليبرالية استغلتها الحركة الفاشية التي أسسها "موسيليني" سنة 1919 والتي تدعو لإعادة مجد روما.
- بالنسبة لألمانيا اعتبرت شروط معاهدات السلم قاسية و بمثابة "طعنة من الخلف" مما ساهم في  تنمية الحقد والرغبـــة في الانتقام لدى الألمان ضد الدول المنتصرة وضد حكومة فيمار الألمانية التي وقعت الصلــح . وهكذا سارع الشعب الألماني إلى الانخراط في الحزب القومي الاشتراكي (النازي) الذي تأسس في1919  بقيادة "هتلر".
2) التأزم الاقتصادي والاجتماعي:
- عاشت ايطاليا غداة الحرب أزمة شاملة تمثلت في:
*التضخم المالي وارتفاع الأسعار وإفلاس العديد من المؤسسات الصناعية.
*انهيار المقدرة الشرائية للفئات الشعبية وتفاقم البطالة.
* توتر شديد للمناخ الاجتماعي بسبب تعدد المظاهرات والاضطرابات واحتلال المزارعين للضيعات الكبرى واستيلاء العمال على المصانع في الشمال.              
- خلقت أزمة الثلاثينات في ألمانيا أوضاعا متفجرة من أبرز مظاهرها:
* إفلاس البنك والمصانع وتراجع الصادرات.
*انتشار البطالة بين الفئات الشعبية والمتوسطة ( 6 مليون عاطل سنة 1932 ).
* تضخم عدد المنخرطين في النقابات العمالية والأحزاب اليسارية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي.
ساهم هذا الوضع في اتساع قاعدة الأحزاب اليسارية واليمينية المتطرفة
3) التأزم السياسي:
أ * في ايطالياعجزت الأحزاب والحكومات الليبرالية عن تحقيق الاستقرار السياسي وفشلت في تجاوز الأزمات المتعددة رغم كل التحالفات البرلمانية ( 3 حكومات سنة 1922)
ب * في ألمانيا : تفااقمت الخلافات بين الأحزاب الليبرالية الألمانية التي عجزت عن مجابهة الأزمة واشتد الصراع بين الاشتراكيين والشيوعيين ونجح الحزب النازي في استقطاب الناخبين (أكثر من 17 مليون صوت في انتخابات مارس 1933 )
4) استغلال الأزمة للوصول إلى السلطة:
استغلت الأحزاب الفاشية في كل من ايطاليا وألمانيا للوصول إلى السلطة حيث:
- وعد الفاشيون في ايطاليا والنازيون في ألمانيا بتوفير السلم الاجتماعية.
- تعهدوا بحماية الملكية الخاصة ومقاومة الشيوعية فساندهم الرأسماليون.
- اتهموا الديمقراطية بالضعف والعجز والفوضى ودعوا إلى نظام قوي قادر على حل الأزمة واسترجاع عظمة روما ومجدألمانيا.
- استغلوا انقسام خصومهم السياسيين لإرهابهم وتعنيفهم بواسطة فرق شبه عسكرية وهي عبارة عن ميليشيات مسلحمثل "حزم الكفاح" بايطاليا و"فرق الحماية" بألمانيا.
- شاركوا في الانتخابات وتمكنوا من الدخول الى البرلمان.
- مكنت هذه الأساليب الأحزاب المتطرفة من السيطرة على الساحة السياسية مما دفع الملك في ايطاليا الى تكليف " 
موسيليني" بتكوين الحكومة في أكتوبر 1922 وكذلك عين الرئيس الألماني "هتلر" مستشارا في 30 جانفي
1933وبذلك  وصلت هذه الأحزاب إلى الحكم. 
II  ) الملامح العامّة :آليات الدولة الفاشية:
1) الملامح السياسية : الدولة الكليانية :
- بدلا من أن تكون في خدمة أفرادها فان الدولة الفاشية تسخر الأفراد لخدمتها بعد أن تسلبهم حرياتهم الأساسية.
- أقرت نظام الحزب الواحد وحلت الأحزاب المعارضة والنقابات على أساس أنها تمثل كل فئات الشعب.
- تعادي الفردانية والديمقراطية والاشتراكية باعتبارها مصادر للفوضى.
- يحتكر القائد المعصوم من الخطأ كل السلط بيديه حيث منحت القائد "الدوتشي" Duce  "موسيليني" في ايطاليا
و"الفوهرر" fuhrer  "هتلر" في ألمانيا سلطة مطلقة.
2) الملامح الاجتماعية : السيطرة على المجتمع :
- استوعبت الدولة الفاشية كل فئات المجتمع داخل الحزب أو المنظمات التابعة له وسخرت كل الوسائل من أجل ذلك:
- التأطير: عبر استيعاب مختلف فئات المجتمع في منظمات تابعة للحزب الحاكم مثل "أطفال الفاشية" و"الشبيبة الهتلرية".
- الدعاية:سخرت كل الوسائل لخدمة الدعاية الفاشية وترديد شعاراتها وتمجيد القائد مثل الصحافة والاذاعة والمدرسة...
- القمع:تستخدم الشرطة السياسية (الأوفرا ovra في ايطاليا و الغستابو gestapo في ألمانيا)
لقمع المعارضين السياسيين. كما تعمد النازية الى اضطهاد اليهود بسبب نزعته العنصرية(تمجيد العنصر الآري ومعاداة السامية)
3) الملامح الاقتصادية:اقتصاد موجه للحرب :
اعتمدت الدولة الكليانية سياسة اقتصادية موجهة هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الموارد المحلية حيث تمّ:
*الاهتمام بالصناعات الثقيلة وخاصة صناعة الأسلحة حيث أصبحت ألمانيا ثاني قوة صناعية في العالم.
* التشغيل ومجابهة البطالة وذلك بانجاز المشاريع الكبرى.
4) تمجيد العنف والدعوة إلى التوسع: 
-تعمل الأنظمة الفاشية على استعراض القوة وتسعى إلى التسلح وتكييف اقتصادها مع ظروف الحرب.
- تطالب بنقض معاهدات سلم 1919 وتقسيم جديد للمستعمرات وتحقيق"المجال الحيوي"
- ساهمت في تقويض سياسة "الأمن الجماعي" بأوروبا وتوتر العلاقات الدولي
  سياسة ستكون من أهم أسباب اندلاع الحرب الكونية الثانية .

بقلم : الأستاذ محمد كريفة

بقلم : الأستاذ محمد كريفة

تونسي الجنسية من القلعة الصغرى ولاية سوسة أستاذ أول مميز في مادتي التاريخ والجغرافيا , أدرس الآن بمعهد الوسلاتية ولاية القيروان .

مدونة منتدى التاريخ والجغرافيا هى مدونة تعليمية عربية تونسية مهتمة بمجال التاريخ والجغرافيا موجهة أساسا لتلاميذ الباكالوريا شعبتي الآداب والاقتصاد والتصرف كما يمكن لبقية المستويات الاستفادة منها , تقدم كل ما يحتاجه التلميذ والأستاذ من دروس ومنهجية واحصائيات ..., تم انشاء المدونة بداية العام 2018 وكان الغرض منها تقديم كل ماهو جديد فى مادتي التاريخ والجغرافيا ,