درس : القوة الإنتاجية والمكانة العالمية
يتميز الاتّحاد الأوروبي بقوّة إنتاجية ضخمة تتجلى في مختلف القطاعات
الاقتصاديّة وبقوّة تجارية وماليّة متنامية، وقد تحوّل إلى منافس قوي للو.م.أ واليابان، وقطب رئيسي متحكم في الاقتصاد والمجال
العالميين.
فما هي مظاهر القوّة الإنتاجية ؟ وما هي مكانة الاتحاد الأوروبي العالميّة؟
فما هي مظاهر القوّة الإنتاجية ؟ وما هي مكانة الاتحاد الأوروبي العالميّة؟
I - القوّة الإنتاجية للإتحاد الأوروبي:
❶ قطاع خدمي مهيمن:
أ) قدرة
تشغيليّة عالية:
- إستوعب
قطاع الخدمات في الاتحاد الأوروبي 73.9 ℅ من النشيطين سنة 2015، فهو أكثر
القطاعات قدرة على خلق مواطن شغل جديدة.
- يستمد قدرته التشغيلية من ارتباطه بالقطاعين الصناعي والفلاحي ومن حركية الإعلام والاتصال.
- تعتبر الخدمات التجارية الأكثر تشغيلا.
- يستمد قدرته التشغيلية من ارتباطه بالقطاعين الصناعي والفلاحي ومن حركية الإعلام والاتصال.
- تعتبر الخدمات التجارية الأكثر تشغيلا.
ب) تنوع كبير ومساهمة عالية في الن.د.خ:
- يساهم قطاع الخدمات بـ 73.40 ℅ من للن.د.خ، مع تباين هذه
المساهمة بين الأقطار، إذ
ترتفع في الأقطار الشمالية الغربية.
- تعتبر خدمات تجارة الجملة وتجارة التفصيل وخدمات النزل والمطعمية والنقل وخدمات الاستشارة القانونية والهندسية والتنظيف وخدمات الإعلام والاتصال أكثر الخدمات إسهاما في القيمة المضافة.
- تعتبر خدمات تجارة الجملة وتجارة التفصيل وخدمات النزل والمطعمية والنقل وخدمات الاستشارة القانونية والهندسية والتنظيف وخدمات الإعلام والاتصال أكثر الخدمات إسهاما في القيمة المضافة.
ج) الاتحاد
الأوروبي أول مصدر للخدمات في العالم:
- بلغت قيمة صادرات الخدمات التجارية بالاتحاد الأوروبي 765 مليار € سنة 2014 والواردات 602 مليار € في نفس السنة، مما يعني تفوّق الاتحاد على بقية أقطاب الثالوث في هذا المجال.
- تعتبر أقطار الاتحاد الواقعة في الشمال الغربي الأكثر مساهمة في هذه المبادلات حيث تستأثر كل من فرنسا وألمانيا بـثلث المبادلات.
- سجل الميزان التجاري للخدمات حصيلة ايجابيّة بقرابة 163 مليار € سنة 2014.
- تحقق ذلك بفضل خدمات الثالث العالي (الإعلام والاتصال وخدمات التأمين والخدمات الماليّة والخدمات الموجهة للمؤسسات).
- تتم أغلب المبادلات الخدمية مع البلدان المتقدمة وخاصة مع الو.م.أ التي تعتبر الشريك الرئيسي للاتحاد (1/3 المبادلات )
- بلغت قيمة صادرات الخدمات التجارية بالاتحاد الأوروبي 765 مليار € سنة 2014 والواردات 602 مليار € في نفس السنة، مما يعني تفوّق الاتحاد على بقية أقطاب الثالوث في هذا المجال.
- تعتبر أقطار الاتحاد الواقعة في الشمال الغربي الأكثر مساهمة في هذه المبادلات حيث تستأثر كل من فرنسا وألمانيا بـثلث المبادلات.
- سجل الميزان التجاري للخدمات حصيلة ايجابيّة بقرابة 163 مليار € سنة 2014.
- تحقق ذلك بفضل خدمات الثالث العالي (الإعلام والاتصال وخدمات التأمين والخدمات الماليّة والخدمات الموجهة للمؤسسات).
- تتم أغلب المبادلات الخدمية مع البلدان المتقدمة وخاصة مع الو.م.أ التي تعتبر الشريك الرئيسي للاتحاد (1/3 المبادلات )
❷ صناعة
قويّة:
أ) إنتاج صناعي ضخم ومتنوع:
يمتلك الاتحاد الأوروبي صناعة قوية رغم تراجع
نسبة مساهمتها في التشغيل (23%) وفي الن.د.خ (25%) سنة 2015 ورغم المنافسة الخارجية الشديدة والصعوبات
التي واجهت بعض فروعها.
* صناعات التكنولوجيا
العالية: (الجيل الثالث)
توفّر 1/3 القيمة الجملية لصادرات الاتحاد الأوروبي
الصناعية، وأهمها صناعات الأدوية والآلات والتجهيزات
الكهربائية والطبية التي تستأثر بحصيلة تجارية ايجابية. كما تدعّمت قوة الصناعات
الجوفضائية بسيطرة وكالة الفضاء الأوروبية آريان على ½ عمليات
إطلاق المعدات الفضائية لأغراض تجارية، ونجاح طائرات آرباص
الأوروبية على حساب بوينغ الأمريكية. إلا أن التأخر النسبي في صناعة التجهيزات
المكتبية والإعلامية يتسبب في تواصل عجز ميزان مبادلات منتجات التكنولوجيا
العالية.
* صناعات الجيل الثاني:
*الصناعات الكيمياوية: حافظت هذه
الصناعات الأوروبية على مكانة بارزة في الإنتاج الصناعي العالمي إذ يوفر
الاتحاد 1/3 القيمة الجملية للإنتاج في العالم متفوقا على أقطاب الثالوث. كما تمثل هذه الصناعات 15.7 ℅ من قيمة الصادرات الأوروبية
سنة 2013.
*صناعة السيارات: يستأثر الاتحاد بالمرتبة الثانية عالميا وتسيطر شركات كبرى أوروبية على السوق العالمية
للسيارات مثل " فلكسفاغن" الألمانية ومجموعة بيجو- سيتروان ورينو
الفرنسيتين.
*الصناعات الغذائية: تستفيد من ضخامة
الإنتاج الفلاحي وتنوعه ومن اتساع السوق الاستهلاكية وتوفر إنتاج ضخم
ومتنوع ( تمثل 6 ℅ من صادرات الاتحاد الأوروبي سنة
2013).
* صناعات الجيل الأول: (الصناعات القديمة)
تمكنت هذه الصناعات من تجاوز الصعوبات التي
واجهتها منذ ستينات القرن الماضي مستفيدة من سياسات إعادة التوطين الصناعي والتطور
التكنولوجي وعمليات الشراء والاندماج بين الشركات.
*صناعة التعدين: حافظ فيها الاتحاد الأوروبي على مكانته كثاني أكبر منتج للفولاذ في العالم (من
أبرز الشركات الأوروبية التي تحتل المراتب الأولى في العالم شركتا أرسيلور وميتال
ستيل اللتين إندمجتا).
*صناعة النسيج: تمكن الاتحاد من
المحافظة على مكانة عالمية مهيمنة فيها رغم تعثرها بسبب المنافسة
الحادة من قبل الأقطار الصاعدة مثل الصين الشعبية.
*صناعة السفن: يعتبر الاتحاد الأوروبي من كبار مصنعي السفن رغم
المنافسة اليابانية والكورية الجنوبية.
ب) وزن هام في المبادلات العالمية للمنتجات الصناعية:
- تمثل المنتجات
الصناعية أكثر من ¾ القيمة الجملية لصادرات الاتحاد الأوروبي.
- توفر الآلات والمعدات ووسائل النقل 40.8 ℅ من قيمة الصادرات سنة 2013، تليها المنتجات الكيميائية بـ 15.7 ℅ ثم منتجات صناعة التكنولوجيا العالية.
- وفر الاتحاد 16% من القيمة الجملية للصادرات الصناعية في العالم سنة 2008 محتلا بذلك الصدارة ومتقدما على منافسه المباشر الو.م.أ.
قوّة إنتاجية صناعية متنامية لها وزنها في اقتصاد الاتحاد الأوروبي وفي المبادلات العالمية للمنتجات الصناعية رغم بعض الصعوبات، أهمها حدّة المنافسة الأجنبية والتأخر النسبي في صناعة التكنولوجيا العالية مقارنة ببقية أقطاب الثالوث، وتباين نسب مساهمة الأقطار الأعضاء في الإنتاج وغياب سياسة صناعية موحدة.
- توفر الآلات والمعدات ووسائل النقل 40.8 ℅ من قيمة الصادرات سنة 2013، تليها المنتجات الكيميائية بـ 15.7 ℅ ثم منتجات صناعة التكنولوجيا العالية.
- وفر الاتحاد 16% من القيمة الجملية للصادرات الصناعية في العالم سنة 2008 محتلا بذلك الصدارة ومتقدما على منافسه المباشر الو.م.أ.
قوّة إنتاجية صناعية متنامية لها وزنها في اقتصاد الاتحاد الأوروبي وفي المبادلات العالمية للمنتجات الصناعية رغم بعض الصعوبات، أهمها حدّة المنافسة الأجنبية والتأخر النسبي في صناعة التكنولوجيا العالية مقارنة ببقية أقطاب الثالوث، وتباين نسب مساهمة الأقطار الأعضاء في الإنتاج وغياب سياسة صناعية موحدة.
ج) مجال صناعي متحوّل:
- الأقاليم الصناعية المتأزمة في الاتحاد الأوروبي هي الأقاليم السوداء في وسط أنقلترا وفي فرنسا (نور-با-دي كالي واللورين) والأقاليم الواقعة في هولندا وبلجيكيا وإقليم الروهر بألمانيا، بسبب قدم الهياكل الصناعية وارتفاع كلفة الإنتاج والمنافسة الأجنبية في صناعة التعدين واحتداد مشكل التلوث الذي أدى إلى تسريح العمال وإغلاقالمصانعوظهورالبور الصناعي.
- للحد من أزمة هذه الأقاليم تم تركيز الصناعات الميكانيكية وصناعات التكنولوجيا العالية وصناعة النسيج، وتم تعويض البور الصناعي بفضاءات للترفيه والسياحة وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجي عبر بعث أقطاب تكنولوجية.
- تتزايد الأنشطة الصناعية تركزا على الأشرطة النهرية وعلى السواحل، وتعتبر الواجهة الشمالية التي تمتد على 600 كلم، من همبورغ إلى لوهافر، أكبر المراكز الصناعية في الاتحاد.
- ترتبط نزعة التركز الساحلي بعوامل عديدة، أهمها تدويل الإنتاج الصناعي وتزايد الارتباط بالأسواق الخارجية وتوفر البنى التحتية المتطورة للنقل والاتصال.
- الأقاليم الصناعية المتأزمة في الاتحاد الأوروبي هي الأقاليم السوداء في وسط أنقلترا وفي فرنسا (نور-با-دي كالي واللورين) والأقاليم الواقعة في هولندا وبلجيكيا وإقليم الروهر بألمانيا، بسبب قدم الهياكل الصناعية وارتفاع كلفة الإنتاج والمنافسة الأجنبية في صناعة التعدين واحتداد مشكل التلوث الذي أدى إلى تسريح العمال وإغلاقالمصانعوظهورالبور الصناعي.
- للحد من أزمة هذه الأقاليم تم تركيز الصناعات الميكانيكية وصناعات التكنولوجيا العالية وصناعة النسيج، وتم تعويض البور الصناعي بفضاءات للترفيه والسياحة وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجي عبر بعث أقطاب تكنولوجية.
- تتزايد الأنشطة الصناعية تركزا على الأشرطة النهرية وعلى السواحل، وتعتبر الواجهة الشمالية التي تمتد على 600 كلم، من همبورغ إلى لوهافر، أكبر المراكز الصناعية في الاتحاد.
- ترتبط نزعة التركز الساحلي بعوامل عديدة، أهمها تدويل الإنتاج الصناعي وتزايد الارتباط بالأسواق الخارجية وتوفر البنى التحتية المتطورة للنقل والاتصال.
❸
قوّة فلاحيّة كبرى:
أ) إنتاج فلاحي ضخم ومتنوع:
- تصدر الاتحاد الأوروبي سنة 2014 الإنتاج النباتي العالمي بالمرتبة الأولى في إنتاج الحبوب، خاصة منها القمح
الذي يعتبر المنتج الفلاحي الاستراتيجي الأول في العالم. وتوفر المنتجات النباتية النسبة الأكبر من
القيمة الجملية للإنتاج الفلاحي التي فاقت 346 مليار € سنة 2012.
- وتقدر القيمة الجملية للمنتجات الحيوانية بقرابة 164 مليار € سنة 2012، أي
حوالي 43% من قيمة الإنتاج الفلاحي الجملي. ويحتلّ الاتحاد
الأوروبي المراتب العالميّة الأولى في إنتاج الحليب والزبدة والأجبان واللحوم.
- يؤشر هذا التنوع والضخامة للإنتاج الفلاحي إلى قدرة عالية على الاستجابة للحاجيات الغذائية، النوعية والكمية، للسكان بتحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الأساسية، مثل الحبوب (113%) والقمح (119%) والخمور (114%) ولحوم الخنازير (108%) سنة 2008.
- يؤشر هذا التنوع والضخامة للإنتاج الفلاحي إلى قدرة عالية على الاستجابة للحاجيات الغذائية، النوعية والكمية، للسكان بتحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الأساسية، مثل الحبوب (113%) والقمح (119%) والخمور (114%) ولحوم الخنازير (108%) سنة 2008.
ب) فوائض مرتفعة توجه للتصدير:
- أدت ضخامة الإنتاج إلى تكدس
فوائض مرتفعة من الحبوب والحليب ومشتقاته، وأصبح التصرف
فيها أحد المشاكل التي تواجه الفلاحة الأوروبية رغم تصدير قسم منها، إذ يعد الاتحاد
الأوروبي ثاني مصدر في العالم، وتصريف قسم آخر في المساعدات الغذائية.
- تؤثر هذه الفوائض
بشكل سلبي على أسعار المواد الفلاحية وعلى مداخيل الفلاحين، فضلا عن صعوبة
الترويج في ظل منافسة قوية من الو.م.أ، كما أن عمليات
الخزن والإتلاف والتحويل تتطلب تمويلات كبيرة تثقل كاهل الدول الأعضاء وترفع في
كلفة الإنتاج الفلاحي.
ج) مجال فلاحي متخصص:
- تتركز الزراعات الكبرى في الأحواض الرسوبية مثل الحوض
الباريسي وحوض أكيتان في فرنسا وحوض لندن
في أنقلترا وسهول أوروبا الشمالية، في حين تتركز
تربية الماشية في المناطق المحيطية حيث تمتد المروج، وتتركز زراعة
الخضر والباكورات وغراسة الأشجار المثمرة في المنطقة المتوسطية.
- يتجه المجال الفلاحي الأوروبي نحو التخصص مع بروز أحواض للإنتاج الفلاحي بالقرب من التجمعات الحضرية الكبرى، كالأحواض اللبنية وأحواض إنتاج اللحوم في الشمال الغربي
الفرنسي وحول لندن وعلى طول الراين.
// - المكانة العالميّة للإتحاد الأوروبي:
❶ القوّة التجاريّة الأولى في العالم:
أ) مكانة متميّزة في التجارة العالميّة:
- يعد الاتحاد الأوروبي القوة التجارية الأولى في العالم، إذ ينفرد بـ 15 % من الصادرات العالميّة للسلع (المصّدر الثاني للمنتجات الفلاحية والمعملية والأول للمنتجات الكيميائية والسيارات) و 25 % من القيمة الجمليّة للصادرات العالمية للخدمات سنة 2012، (أول مصدر لخدمات الاعلام والاتصال والمعلوماتية) متقدما بذلك على بقية أقطاب الثالوث.
- غير أن هذه القوّة التجارية للاتحاد الأوروبي هي في الواقع قوّة عدد محدود من أعضائه وفي مقدمتها ألمانيا التي تساهم لوحدها بـ 1/5 مبادلات الاتحاد تليها فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا.
- يعد الاتحاد الأوروبي القوة التجارية الأولى في العالم، إذ ينفرد بـ 15 % من الصادرات العالميّة للسلع (المصّدر الثاني للمنتجات الفلاحية والمعملية والأول للمنتجات الكيميائية والسيارات) و 25 % من القيمة الجمليّة للصادرات العالمية للخدمات سنة 2012، (أول مصدر لخدمات الاعلام والاتصال والمعلوماتية) متقدما بذلك على بقية أقطاب الثالوث.
- غير أن هذه القوّة التجارية للاتحاد الأوروبي هي في الواقع قوّة عدد محدود من أعضائه وفي مقدمتها ألمانيا التي تساهم لوحدها بـ 1/5 مبادلات الاتحاد تليها فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا.
ب) تركيبة المبادلات التجارية للاتحاد الأوروبي:
تمثل مبادلات الاتحاد الأوروبي في تركيبتها مبادلات كتلة
اقتصاديّة قوية، فالمواد المصنعة تمثل أكثر من 4/5 القيمة الجملية لصادراته وأكثر من 2/3 القيمة الجملية لوارداته سنة 2015، وهو ما يدل على قوة الصناعة الأوروبية ونجاعة التحولات
التي تشهدها.
وتبرز ضمن مبادلات الاتحاد معدات النقل
ومنتجات الصناعات الكيميائية التي تمثل أكثر من نصف قيمة الصادرات الصناعية. إلاّ أن المواد الطاقية مازالت تمثل قسما هاما من الواردات، ما يعكس التبعية
الأوروبية في هذا الميدان إذ يستورد الاتحاد
أكثر من نصف حاجياته الطاقية.
كما سجلت الموازين التجارية منذ سنة 2013 فائضا قدر ب 54.6 مليار أورو، ويمكن أن يفسر ذلك بتراجع كلفة الواردات الطاقية بتراجع أسعار النفط في العالم.
كما سجلت الموازين التجارية منذ سنة 2013 فائضا قدر ب 54.6 مليار أورو، ويمكن أن يفسر ذلك بتراجع كلفة الواردات الطاقية بتراجع أسعار النفط في العالم.
ج) الأطراف التجاريّة للاتحاد:
تعكس جغرافيّة مبادلات الاتحاد:
- أولويّة البلدان
المتقدّمة التي تستقطب الحصّة الأكبر بقرابة 1/2 المبادلات. وتبقى الولايات
المتحدة الطرف التجاري الرئيسي للاتحاد الأوروبي بـ 20.7 % من صادراته و14.4 % من
وارداته سنة 2015. كما يبرز نصيب روسيا في مبادلات الاتحاد فهي أوّل مزوّد له
بالغاز الطبيعي.
- تنامي حصّة القوى
الصاعدة في العالم النامي وخاصّة الصين الشعبيّة بـ 9.5 % من صادراته و20.3 % من
وارداته سنة 2015.
- ضعف نصيب العالم النامي باستثناء الأقطار المصدرة للنفط
التي حافظت على مكانة هامة ضمن واردات الاتحاد الطاقية.
❷ قوّة ماليّة متنامية: يستقطب الاتحاد
الأوروبي ويصدّر أدفاقا مالية ضخمة ومتنوعة، ويمتلك عملة
موحدة هي اليورو منذ جانفي 2002، وجهازا مصرفيا قويا، وهو ما أهله
ليكون قطبا ماليّا عالميا وتتجلى قوته المالية في :
أ) الهيمنة على أدفاق الاستثمار الأجنبي المباشر:
- ينفرد الاتحاد الأوروبي بالمرتبة العالمية الأولى
بالنسبة للأدفاق المالية الصادرة (50% من رصيد الاستثمار الصادر) والواردة ( 43℅ من رصيد الوارد في العالم). متقدما بذلك عل
الولايات المتحدة، وهو ما يؤكد قوة إقتصاده وجاذبيته.
- تحول اليورو في ظرف
وجيز إلى العملة الثانية في العالم بعد الدولار الأمريكي في الاستثمار وفي احتياطي
الصرف وفي المبادلات العالميّة.
- تمثل الولايات المتحدة أكبر مستقطب للأدفاق الصادرة عن الاتحاد الأوروبي (34 %) وأكبر مساهم في الأدفاق الواردة إليه (44 %) .
- تتركز القوة المالية للاتحاد في عدد محدود من البلدان الأعضاء، وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا، التي تستأثر بالقسط الأوفر من هذه الأدفاق الصادرة و الواردة.
- تتركز القوة المالية للاتحاد في عدد محدود من البلدان الأعضاء، وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا، التي تستأثر بالقسط الأوفر من هذه الأدفاق الصادرة و الواردة.
ب) عائدات سياحيّة مرتفعة:
- يعتبر الاتحاد
الأوروبي أكبر مجال سياحي في العالم، إذ يستفيد فيه هذا النشاط من
بنية تحتية سياحية ضخمة وخدمات سياحية ذات جودة عالية ومنتوج سياحي متنوع.
- استقبلت أوروبا (وأغلب بلدانها تنتمي للاتحاد) سنة 2014
قرابة 584 مليون سائح، أي 51 % من عدد السياح المغادرين في
العالم. ووفّرت في نفس السنة عائدات ماليّة بلغت 509 مليار دولار وهو ما مثل 43 % من المداخيل العالمية للسياحة، وتستأثر اسبانيا وفرنسا وايطاليا بثلثيها باعتبارها
الوجهة المفضلة للسياح.
ج) مانح رئيسي للمساعدة العمومية من أجل التنمية:
- يساهم الاتحاد الأوروبي بما يفوق ½ قيمة المساعدة
العموميّة من أجل التنمية، ويعد بذلك المانح الرئيسي الأول في العالم.
- تعتبر أقطار شمال
الاتحاد وغربه الأكثر مساهمة في المساعدات باعتبار تفوّقها الاقتصادي.
- توجه هذه المساعدات للدول الأقل تقدما، وخاصة أقطار
إفريقيا جنوب الصحراء. إلا أنّ المستعمرات السابقة للدول الأعضاء هي المستفيد
الأول من هذه المساعدات.
❸ نفوذ سياسي وعسكري محدود:
أ) السعي إلى تدعيم النفوذ السياسي والقدرات العسكريّة:
النفوذ السياسي والقدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي
ظلا محدودين. ولقد أدرك الأوروبيون ذلك وأيقنوا بضرورة
تعزيز ”التضامن السياسي العسكري" وذلك بـ :
- تدعيم وحدتهم السياسية.
-إنشاء قوة عسكرية
تحمي مصالحهم الحيوية في العالم مستقلة عن حلف "الناتو”، في ضل النزوع
الأمريكي المعلن إلى الانفراد بالقرار الدولي والسيطرة على الموارد الإستراتيجية
والأسواق وتهميش دور الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية. وفي هذا الإطار
نصت معاهدة ماستريخت منذ 1992(في هولندا وهي المعاهدة المؤسسة للاتحاد الأوروبي
وأهم تغيير في تاريخه منذ تأسيس المجموعة الأوروبية في الخمسينات) على إرساء
"السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية المشتركة".
ب) قصور سياسي وعسكري جلي:
رغم مرور 25 سنة على توقيع معاهدة ماستريخت فانّ جهود
الأوروبيين في السياسة الخارجية وفي مجال الأمن والدفاع المشتركين لا زالت متعثرة، وهو ما تؤكده محدودية
النفوذ السياسي وضعف القدرة على الانتشار العسكري في العالم. ويعزى ذلك إلى
عدّة عوامل أهمها:
- طغيان المصالح القطرية على مصلحة الاتحاد في السياسات
الخارجية والأمنية للدول الأعضاء.
- غياب الإجماع حول إنشاء قوة عسكرية أوروبية بعيدا عن
الحلف الأطلسي الذي تقوده وتسيطر عليه الو.م.أ
- تحفّظ الرأي العام الأوروبي على النفقات العسكرية وتأصل
تقاليد الحياد في بعض الأقطار كالنمسا والسويد.
الخاتمة :
لم يرق الاتحاد الأوروبي إلى مستوى القوّة
العظمى، بل ظلّ قوّة غير مكتملة البناء. كما أنّ المكانة التي يتمتّع بها في
العالم تستند إلى نفوذ أقطاره الكبرى (فرنسا وأنقلترا وألمانيا) أكثر ممّا تستند
لنفوذ المجموعة.