درس : الأدفاق السياحية
مقدمة الدرس :
يعتبر تنامي
الأدفاق السياحية العالميّة إحدى تجليّات العولمة ومظهرا من مظاهر ترابط الاقتصاد
العالمي.
.
فماهي مظاهر
تناميها ؟
.
وماهي عوامل
تناميها ؟
.
وماهي أهم
الأطراف المتدخلة ؟
/) مظاهر تنامي الأدفاق السياحية العالمية
1) نمو سريع لعدد السياح في العالم
: شهد عدد
السياح في العالم نموا سريعا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية . فقد
تضاعف عدد السياح حوالي 49 مرة منذ 1950 من 25 مليون سائح الى 1,235 مليار سائح
سنة2016 .
تتوقع
المنظمة العالمية للسياحة أن يبلغ عدد السياح 1.360 مليار سنة 2020.
لكن
هذا النمو متذبذب نتيجة عدة عوامل:سياسية, اقتصادية,أمنية.
2)-
أدفاق سياحية عالمية تربط المجال العالمي : أصبحت الأدفاق
السياحية تربط بين مختلف أجزاء
العالم
إلا أنّها تبقى مركّزة بين بلدان الشمال. ويمكن التمييز بين :
أ) أدفاق رئيسية : شمال شمال : تمثل
بلدان الشمال المناطق الكبرى لانطلاق الأدفاق الرئيسية للسياحة الدولية
ولاستقبالها رغم تراجع مكانتها حيث تؤمن أكثر من 3/5 السياح في العالم سنة 2016
وتتصدر
أوروبا المرتبة الأولى عالميا حيث تحتكر لوحدها نصف السياح في العالم ( 50% سنة
2016) ثم تليها أمريكا الشمالية بحوالي عشر السياح في العالم (8% سنة 2016) .
وتتصدر
فرنسا المرتبة 1 عالميا تليها الو.م.أ ثم اسبانيا ثم الصين .
ب) أدفاق ثانوية : شمال جنوب : تنطلق
من بلدان الشمال باتجاه بلدان الجنوب مثل الأدفاق التي تربط بين أوروبا والضفة
الجنوبية للمتوسط وبلدان شرق آسيا ( خاصة نحو الصين)أو الأدفاق التي
تنطلق من أمريكا الشمالية باتجاه جزر الكراييب وأمريكا اللاتينية ( خاصة نحو
المكسيك).
تتميز
الأدفاق الثانوية بنموها السنوي السريع مقارنة بالأدفاق الرئيسية مما مكن
بلدان الجنوب من تحسين مكانتها في السياحة العالمية ( 2/5من مجموع السياح الوافدين
سنة 2016 أي 39 %مقابل 22% سنة 1990) .
3) عائدات
مالية متنامية وانعكاسات اجتماعية واقتصادية ومجالية هامة للأدفاق السياحية
الدولية
أ) عائدات سياحية متنامية : تطورت عائدات
السياحة الدولية بنسق سريع جدا بفضل نمو أدفاق السياح حيث ارتفعت بحوالي 580
مرة من 2,1 مليار دولار سنة 1950 الى 1220 مليار دولار سنة 2016وتمثل عائدات
السياحة حوالي عشر الناتج الأجمالي العالمي سنة 2016( 9,8%).
لكن
هذه العائدات المالية تتفاوت بين دول الشمال ودول الجنوب
تهيمن
بلدان الشمال على العائدات المالية للسياحة الدولية بحوالي ثلثي العائدات ( 66%
سنة 2016) .
تنفرد
أوروبا بحوالي 2/5 (37% سنة 2016) .
تتصدر
الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى عالميا من حيث العائدات المالية
السياحية ثم اسبانيا تليها تيلاندا ثم الصين
تتميز
العائدات السياحية لدول الجنوب بنموها السنوي السريع مقارنة بالعائدات السياحية
لدول الشمال مما مكن بلدان الجنوب من تنشيط اقتصادياتها ( من
20% سنة 1990 الى 34% سنة 2016) وخاصة الصين
ب) انعكاسات اجتماعية واقتصادية ومجالية هامة للعائدات المالية السياحية
الدولية
**
الانعكاسات الاجتماعية : تعتبر السياحة من أكبر القطاعات الاقتصادية
في توفير فرص العمل حيث تستوعب 11 ℅من إجمــالــي القوى العاملـة على مستوى
العــالـم، و ذلك لتشعب هذا القطاع و تداخله مع العديد من القطاعات الأخرى، و حسب
احصائيات منظمة السياحة العالمية فقد بلغ عدد العاملين في قطاع السياحة حوالي 272
مليون عامل بصفة مباشرة وغير مباشرة نهاية سنة 2016.
*
الانعكاسات الاقتصادية : - توفر السياحة العملة الصعبة . -
يساهم قطاع السياحة في تعديل ميزان الدفوعات وتنشيط الاقتصاد
*
الانعكاسات المجالية : مكنت الأدفاق السياحية العالمية من
تطوير جودة البنى التحتية ( موانئ ,طرقات , موانئ بحرية , مطارات , اتصالات
...)
كما
ساهمت في تكون مجالات سياحية كبرى مثل : * منطقة البحر المتوسط * سواحل خليج
المكسيك
//)
العوامل : نمو ناجم عن تظافر عدة عوامل
1)
تحسن مستوى العيش : من خلال ارتفاع الدخل الأسري وتزايد حصة
النفقات السياحية وتشجيع بعض الحكومات مواطنيها على السياحة ( تسهيلات في الدفع
,العطل خالصة الأجر...).
2)
سياسات تنموية تراهن على السياحة الدولية : تمثل
السياحة قطاعا هاما في اقتصاديات الدول فهي توفر مواطن الشغل.)والعملةالصعبة
لذلك عملت دول الشمال على اعتماد برامج تهيئة سياحية وفرت لها استثمارات ضخمة
ونسجت بعض دول الجنوب على منوالها كما عوّلت بعض الدول النفطية على السياحة
لتعويض المداخيل النفطية
3)
دور وسائل النقل والاتصال :
-
تطور وسائل النقل وانخفاض تكاليف السفر ساهم في ازدهار السياحة الجماهيرية
-
ثورة الاتصالات وخاصة الأنترنات سهلت القيام بمختلف العمليات كالحجز والعمليات
المالية
4)
تطور العرض السياحي وتنوعه : تطورت
طاقة الإيواء العالمية لتبلغ حوالي 20 مليون غرفة فندقية سنة 2013 ( 19,485 مليون
غرفة فندقية).
كما
شهد قطاع السياحة الدولية تنوعا على مستوى المنتوج السياحي لتفادي سلبيات المنتج
الأحادي والاستجابة أكثر لرغبات الحرفاء وأصبح يشمل السياحة الشاطئية والسياحة
الصحراوية والسياحة الثقافية والسياحة البيئية والسياحة الاستشفائية
والسياحة الرياضية .....
///)
الأطراف المتدخلة في الأدفاق السياحية الدولية
1)
الأطراف العمومية والدولية والمنظمات الغير حكومية:
أ) الأطراف العمومية : تتكون من وزارات الأختصاص ( وزارة السياحة )
ووزارت السيادة ( وزارة الخارجية ) الى جانب الجماعات المحلية ( البلديات
). كل هذه الأطراف تضع المخططات وترصد الأعتمادات .
ب ) الأطراف الدولية : نذكر
منها المنظمة العالمية للسياحة والمنظمات الإقليمية التابعة لها بالإضافة إلى
البنوك العالمية مثل البنك العالمي ويتمثل دورها في توفير الاستثمارات وتقديم
القروض وعقد المؤتمرات وسن التشريعات
2)
الأطراف الخاصة : وهي تضم السلاسل الفندقية ووكالات الأسفار
وشركات النقل الجوي والرحلات البحرية وشبكات المطاعم وشركات الأشهار...
تعتبر
هذه الشركات من أهم المتدخلين الخواص والفاعلين في تنظيم الأدفاق السياحية الدولية
وهي شركات عبر قطرية أغلبها تنتمي الى بلدان الشمال وخاصة منها الولايات
المتحدة الأمريكية .
ساهمت
هذه الأطراف في تكثيف الأدفاق السياحية العالمية وفي ترابط المجال العالمي .
لكن
هذه الأطراف تتمتع بعديد الامتيازات لا سيما في بلدان الجنوب حيث تقوم بتحويل المرابيح التي تجنيها الى بلدانها الأصلية ولا يتبقى للبلدان
النامية من العائدات المالية السياحية سوى 10% من مجموع المداخيل .
خاتمة: رغم
عولمة السياحة فانّ المستفيد يظلّ شماليا والمهمّش يبقى جنوبيّا نظرا لاختلاف
القدرات وتباين العائدات.
شاهد أيضا
